في هذه المقالة نتكلم عن المزاجية في الشات الصوتي وأثارها السلبية
على المجتمع والأصدقاء من حولنا وطرق التخلص منها بشكل مباشر .
بسم الله الرحمن الرحيم
مساء الخير لزوار وأعضاء شات سعودي ون
الصوتي المحترمين كيف حالكم اليوم في مقالتي هذه
من أشدّ القضايا صعوبةً في الحياة أن يتَّصف
فرد ما بمزاجيّة مفرطة تخرجه عن الوضع الطبيعيّ، ليتحوَّل إلى إنسان يترك آثاراً سلبيّة
في نفسه وفي المحيط من حوله.
هناك أناس كثر قد نقابلهم في الشات
الصوتي أو في مكان العمل أو المدرسة أو في الأسواق والأماكن العامّة، يتَّصفون بمزاجيّة
حادّة جدا ويتقلّبون في سلوكيّاتهم وإذ بهم جرّاء موقف ما، أو سلوك ما، ينقلبون إلى
أناس مزاجيّين حادّين، ويتصرّفون بشكل غير مألوف، وقد تدفعهم مزاجيّتهم إلى اتخاذ مواقف
تنعكس سلباً عليهم، وعلى المحيط من حولهم.
وهناك مشكلة كبيرة عندما يكون هناك أصدقاء
في الشات، ويكون من بينهم صديق مزاجيّ، فالبعض ممن لا يتحمَّل ذلك الجوّ، يقطع علاقته
مباشرةً بالإنسان المزاجيّ، والبعض الآخر يفضّل استيعاب هذا الجوّ، والتعامل بشكل رسميّ
مع هذا الشخص، كي لا يقع في الإحراج الشَّديد. لكنّ هناك من لا يتحمَّل المزاجيّة،
فتراه يقابلها بمزاجيَّة مماثلة، وهو ما يؤدّي إلى كثير من الضَّرر والمشاكل
وخروجك من الدردشة بالكامل .
من النّاحية الطبيَّة، يرى مختصّون أنَّ
الشَّخص المزاجيَّ تلعب الوراثة دوراً في تكوين شخصيَّته، إضافةً إلى النّاحية الاجتماعيَّة،
المتمثِّلة في كيفيَّة التربية من قبل الأهل، فالأهل عليهم مسؤوليّة كبيرة في مراقبة
شخصيّة أولادهم، والعمل على معالجة نقاط الضّعف فيها، والتعامل بالأسلوب الحكيم والهادئ
مع خلفيّات هذه المزاجيّة وأسبابها، وتوعية أبنائهم حول مضارّ هذه السلوكيّات وسلبيّاتها
على حاضرهم ومستقبلهم، فتربية الأولاد على التّسامح والاستماع إلى الآخر، والابتعاد
عن الأنانيّة، وعدم الانفعال، والتدرّب على التحاور والنقاش الهادئ مع الآخرين، من
أهمّ ما يجب على الأهل زرعه في الأولاد، إضافةً إلى تدريبهم على ضبط انفعالاتهم، وإعطائهم
الثّقة بأنفسهم.
وهناك ظروف الحياة الَّتي قد تفرض على البعض
أن يغيّروا سلوكيّاتهم وطباعهم، بحسب ما تقتضيه تلك الظّروف، فهم في الأساس، ليسوا
مزاجيّين في أغلب الأحوال، ولذلك، لا ينبغي التّعامل معهم بجديَّة وانفعال مفرط، بل
لا بدَّ من تفهّم ظروفهم وأوضاعهم، واستيعابهم، والصّبر والوعي والحكمة في التّعاطي
معهم.
بوجه عامّ، فإنَّ تعقيدات الحياة وضغوطاتها
المتنوّعة، في رأي البعض، تترك آثاراً نفسيّة ضاغطة على الجميع، وتؤدّي بطريقة أو بأخرى
إلى إثارة الأجواء المزاجيّة وتضخّمها عند الكثيرين بالدردشة. ويظلّ ضبط المشاعر والانفعالات،
والتعامل بأناة وهدوء أعصاب مع كلّ المواقف والأحداث، أمراً ملحّاً وضروريّاً لا غنى
عنه لاستقامة العلاقات الإنسانيّة والاجتماعيّة، فالحياة الطبيعيّة والمتوازنة والسّليمة،
لا يمكن أن تستمرّ في ظلّ استفحال المزاجيّات وتحكّمها في العلاقات الفرديّة والجماعيّة.
من هنا، تأتي المسؤولية على الجميع في مراجعة نقاط ضعفهم، ومراجعة انفعالاتهم ومواقفهم،
والتحكّم بها، والابتعاد عن المزاجيّة المفرطة والمرضيّة الّتي تهدّد أمن المجتمع وسلامته.
لذا، فإنَّ الحرص واجب ومطلوب من الجميع
لتنقية كلّ الشّوائب النفسيّة التي تعيق أيّ فرصة في التّلاقي والتّواصل، فالعلاقات
لا بدَّ من أن تكون سليمة وإيجابيّة، وخصوصاً أنّ الواقع الإنسانيّ اليوم مليء بالأزمات
والتحدّيات والضّغوطات على أنواعها، ولا مناص للشخصيّة من الإرادة القويّة والصّبر،
واستيعاب الكثير من المواقف، كي لا تنحرف بها هذه الضغوطات إلى ما لا يحمد عقباه، ونصبح
بالتالي أشخاصاً لا إرادة لهم ولا توازن، بل تتقاذفنا المزاجيات يميناً وشمالاً، وهو
ما يجعلنا نعيش العزلة والغربة، والانقطاع عن الحياة العامة الفاعلة والمؤثرة في بناء
العلاقات الإنسانية وتواصلها، لا هدمها وتخريبها.
ولا ننسى دور المؤسسات الإعلامية والتربوية
والمدنية في نشر التوعية الاجتماعية اللازمة والمؤثرة في صناعة جيل يحتكم إلى صوت العقل،
ويسعى إلى تكريس لغة التواصل، بدل الاستغراق في السلوكيات المزاجية، وجعلها هي الغالبة
والحاكمة في أوضاعنا وعلاقاتنا.
إلى هنا نأتي إلى نهاية المقالة أتمنى بان تكون استفدت منها وتقبلوا
خالص تحياتي
3 التعليقات
اضغط لاضافة تعليقفعلا الحاله المزاجيه في الشات مهمه لكي يستمتع الجميع منك ويستفيدو من طروحاتك .. شكرا على الموضوع المهم
ردلا شكر على واجب منور المدونه اخي بندر
ردمنوره فيك ياكبتن
ردضغط الاكوادضغط الاكواد الابتساماتالابتسامات